الاثنين، 6 سبتمبر 2010

كسوة العيد

"أرغمت" على العمل مع قريب لي في تجارة الملابس هذه الأيام , والتي تصادف العشر الأواخر من رمضان (بل قل في العشر الأواخر دون لف ولا دوران).
السبب أن أخ هذا التاجر مريض ولا يقوى على الوقوف امام حشد من الناس جهزوا ميزانيات خاصة بالمناسبة مقسمة بين كسوة العيد من ملابس و مواد أولية لصناعة الحلوى :P .
قلت في بداية كلامي ارغمت لأنني رفضت هذا العمل منذ البداية بحجة انني لا أفقه في التجارة شيئا , لكن وبحكم خبرة التجار في التلاعب بالحديث وعدم إتقاني للكذب (وهذه خصال قبيحة في مجتمعي) حصل ما أراد ودخلت مجالا وجدت نفسي فيه طفلا.
شاهدت في هذه الفترة القصيرة , الفقير الذي يتجول بأبناء ملابسهم بالية تماما بحثا عن اسعار تناسبهم فلا يجد لدينا إلا ما يساوي ما يكسبه في عام.
ولسوف أحكي لكم عن من هو عكس الأول تماما , إذ يترك أولاده يتجولون في المحل يأخذون ما يحلوا لهم (وهذا هو النوع المفضل لدى تاجرنا العزيز).
في هذه الفترة حمدت الله على حالي التي كنت اشكوا منها كثيرا لما وجدته من غرائب وعجائب , وبعد أن ظننت أنني جربت الكثير في هذه الحياة.
تخيلوا معي مراهقات في سن الثلاثين و رجال يسيرون وراء نسائهم السافرات , تدخل المحلات وزوجها يبقى امام الباب يحرس ما طلب منه حراسته كالكلب أعزكم الله.
فتجد المرأة تناقش في الأسعار وتساوم وتقهقه مع التاجر و زوجها ينتظر خارجا , وعكس ذلك تجد نذلا يسب ويشتم زوجته أمام خلق الله من تاجر ومشتري وعابر سبيل , فلا تجد المسكينة إلا أن تنحني مرتعبة وخائفة من أن يصل صراخه إلى ضربها.
عايشت نفاق التجار وكلامهم المعسول لبعضهم وما يخفيه من بغض وحقد وحسد فلا يخلوا تجمع إثنين منهم من الغيبة في آخر.
أعود لأخبركم ماسبب رفضي في البداية هذا العمل:
كان المحل في وسط سوق لملابس النساء , وما كان يقابلني محل يتاجر بالملابس الداخلية (رغم أني إلى اليوم أراها وقاحة وليست تجارة).
فتخيلوا أي وجه سأعمل به أمام المحل اللذي يقابلني تماما, لا أنكر أن حاجتي للمال كانت محفزا لي للعمل مع هذا التاجر إلا أنني لا أريد صياما في الوسط الفاتن من كل النواحي.
حين سألت زميلا لي في العمل عن طريقة العمل في هذا الوسط الفاتن؟
رد علي بصوت أنثوي ومابه العمل هنا؟
حينها فقط تيقنت أن الفتنة سلطت على وحدي.
دعوت الله أن يرزقني الصبر وأن يغفر لي تقصيري وحاجتي , ومارست هذا العمل.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.