الأحد، 26 سبتمبر 2010

ونعم المستشفى أنت

 تحديث: توفي الوالد رحمه الله برحمته الواسعة , يوم الإثنين 27/09/2010 , وبارك الله في كل من دعى له بالمغفرة والرحمة.
تعتبر أخبار المنتخب الوطني هذه الأيام أهم مادة يكتب عنها , ومن ثم تتبعها كرة القدم المحلية وباقي الرياضات.
لكن ولكي لا أبتعد عن سياق ما أريد الكتابة عنه سأتحدث عن المستشفيات وحالتها المرعبة هنا.
مرض أبي بالأمس فجأة ودون سابق إنذار , وبذلك لم نجد حلا بديلا عن إدخاله إلى مستشفى قريب.
حين وصلنا المستشفى أغمي عليه , فأخذنا إلى قسم الإستعجالات ليلقى العناية اللازمة , لكن لضروف لم يتوقعها أحد وجب عليه إنتظار "عمنا الطبيب" الذي لا يزال في بيته ولا يريد أن يزعج قيلولته أي خبر.
الشيء الوحيد الذي منحنا بعض الصبر , إبنة العم التي تقاسمت معنا فترة الطفولة.
حيث ساعدتنا كثيرا بحكم دراستها للطب ومرور حالات تشبه حالة الوالد , لكن لا يعني ذلك عدم حاجتنا للطبيب أظن؟؟
أمر الآن لم هو مضحك فعلا!!
بعد فترة لا يستهان بها أتى بطلنا من قيلولته ليقول لنا كلمتين كأنه حفظهما قبل أن يأتي : "هذه الحالة لا تحتاج إلى هذا المستشفى , إنتقلوا إلى المستشفى الفلاني فهو المختص بهذه الحالات ".
نقلنا مريضنا متحسرين من هذه المعاملة الى المستشفى الذي ذكره البطل لنصدم بعد انتظار أقل من الأول بقليل "والحمدلله" بقول الطبيبة أن هذه الحالة لا تعالج هنا بل يجب علينا نقله إلى المستشفى الأول!!
عودة محمودة , المريض يصارع الموت ونحن نتحسر من هذه المستشفيات.
لما رجعنا إلى صديقنا الأول نظر مليا ثم إقترح علينا "قرعة إن كنتم تعرفونها".
ليرى أي المستشفيين يمسكانه , صدقا لأن القرعة كانت إستخدام جهاز المسح للكشف عن رأسه.
وبعد المعاينة تم الإتفاق على ان يذهب إلى المستشفى الثاني , هنا أتاني سؤال: لم كل تلك المهزلة إن كانت القضية مجرد مسح على رأسه ومن ثم ينقل إلى المكان المطلوب؟؟
لا علينا فالمصيبة الكبرى لم أصل إليها بعد.
بعد نقله إلى المستشفى الذي طردنا في المرة الثانية , بقيت بجانبه ارى ان كان قد يستفيق والاحظ ما يمكنني القيام به من أي جانب يحتاجه. 
بقيت الليل كله ساهرا لأرى حال عمال المستشفى أبدأ من المطبخ إلى غاية العناية بالمرضى كلها كانت سيئة جداا.
فعلا قالها صديق لي مرة: "إذا حبك ربي ما تباتش في سبيطار".
وتعني إن أحبك الله لا تكن من الذين يبيتون في المستشفى.
بعد شروق الشمس مباشرة جاء الطبيب ليطردني قائلا: "إذهب إلى البيت فلست الذي سيوقضه من غيبوبته".
وقت الغداء قيل لي لقد تم نقله غلى المستشفى الأول ليلقى العانية المركزة.
وصلت المستشفى لأجده مرميا في غرفة الإستعجالات سألنا الممرضين , فقالوا لم يجهز له مكان بعد.
من يسمع هذا الكلام سيظن مباشرة ان المستشفى طولا وعرضا لا يكفي فنحن في حالة إستنفار قصوى.
والواقع يريدون نقل المرضى إلى المشافي الخاصة حيث يتواجد الاطباء , فالمشافي العامة أصبحت كتعليم الحلاق الحلاقة على رأس يتيم.
لم تكن مشكلتنا في المشفى الخاص بالمناسبة لأن مشكلة مثل هذه لدينا حلولها , لكن المشكلة في تهرب هذه المشافي من العمل في حالات مثل الغيبوبة , فتترك للمشافي العامة.
وصلت الساعة الواحدة رن هاتف مكتب الإستعجالات ليبلغنا الممرض أن هناك مكانا للمريض أخيرا.
تركناه وعدنا إلى البيت لسبب واحد لا توجد زيارات لمرضى في غرف الإنعاش والمصيبة الأكبر قوله:"هل أحضرتم العطر والصابون؟؟" .
أتمنى من كل قلبي أن لا تحدث قصة مشابهة لقصة والدي لأي شخص يقرأ هذه التدوينة لأنها بمعنى الكلمة "بهدلة" و "مهزلة" ترأسها مستشفيان هما بشير بن ناصر وحكيم سعدان.
ودعواتكم بالشفاء لوالدي المسكين الذي لم يملك يوما إيذاء شخص , حتى يعامل بهذه الطريقة التي لا تليق حتى بحيوان شريد.
وكان ذنبه الوحيد أن لا واسطة لديه , قبل كتابتي لهذه القصة التي لا تزال أحداثها مستمرة تذكرت قولا لا اعرف من قائله :
ونعم الدرا أنت لكل ضيف              إذا ما ضاق بالضيف المكان
اللهم لا أسألك رد القضاء لكن أسألك اللطف فيه.
فما رأيكم يا ترى هل الحديث عن أخبار المستشفيات احسن ام أن اخبار الكرة أحسن خصوصا اننا شعوب لا نمرض؟؟

شارك هذا مع أصدقائك


11 تعليقات
avatar

تمنياتي له بالشفاء العاجل ولكم بالصبر والتحلي بالقوة، وإن شاء الله لن ترى مستشفى في حياتك بعد هذه الحادثة
ما عليك إلا أن توكل الله على الحثالة الذين يتلاعبون بالناس !

* يبدو أن حالتك مشابهة للقصة التي كتبتها أنا سابقا http://hadrablog.tk/2010/01/blog-post_08.html

رد
avatar

متمنياتي لوالدك بالشفاء العاجل باذن الله فهذا أهم شيء حاليا :)
لم أستغرب من كل ما ذكرته ، فما أعيشه في المستشفيات أكبر بقليل مما قيل :)
وصدق من قال : لهلا يكتب علينا دخول الصبيتار
سلامووو

رد
avatar

شفى الله الوالد وعافاه وياأخي ما تذكره ليس امرا خاصا او قاصرا على مستشفى بعينه الامر عام وكلنا في الهم شرق
الاطباء والممرضون الا من رحم ربي نزعوا الانسانية من قلوبهم ومن تعاملاتهم وأصبحوا كألات جامدة هدفها الربح فقط يتاجرون بألام الناس
ارفع كفي للسماء مع سناء وأقول أيضا لهلا يكتب علينا دخول السبيتار
دمت بود

رد
avatar

أتمنى الشفاء العاجل لوالدك الكريم، ومع دعواتنا له بالصحة والعافية،
صدقني لن تجد في مستشفيات الجزائر، غير، عد غدا، لا يوجد مكان، الطبيب غير موجود، إنتر قليلا (ساعات)، بالإضافة لكل الخدمات التي تعد محط المفخرة، التي تقدمها المستشفيات،
كان عليهم أن يختصروا، ويضعو ملصق إعلاني، على الباب، حتى يجنبو المواطنين عناء (الجري، والتمسخير)، ويكتبو عليه، "لا تحضرو المريض حتى يموت"، بكل اختصار

رد
avatar

تمنياتنا بالشفاء العاجل للوالد الكريم
+
بخصوص هذا الشطر "اللهم لا أسألك رد القضاء لكن أسألك اللطف فيه"
إنه قول شائع لا أصل له وبالمناسبة فهو خاطئ، فالدعاء يرد القضاء والله أعلم
+
لما وزير الفلاحة أو النقل يصبح وزير الصحة هذا ما يحدث، ولما تغيب المسؤولية يموت القلب للأطباء.
ولما يغيب التعليم الصحيح يحضر البريكولاج والتخلاط، فلا ننتظر من طالب يغش طول دراسته أن يقوم بما لا يعرفه أو بالأحرى بما لم يغشه.

رد
avatar

شفاه الله وعفاه إن شاء الله تكون خير :)
أما بخصوص المستشفيات فحالنا ليس بعيد عن حالكم مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا حول ولا قوة إلا بالله :(

رد
avatar

إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأسكنه الجنة ورزقكم جميل الصبر والسلوان

رد
avatar

أسأل الله أن يغفر لوالدك
ويرحمه ..
ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
ورزقكم الصبر والسلوان ..

رد
avatar

اخي سعد الدين ما حصل معك لا يفاجئني ابدا. على كل دعني اقول لك اولا شفا الله الوالد وادامه بصحة و عافية.اما اطباء " النفحة" فانهم تخرجوا على ايدي عمالة علمتهم تلك الزكارة في عباد الله. لن اضيف شيئا.. سانفجر.

رد
avatar

لم انتبه للتحديث. رحم الله والدك و اسكنه فسيح جنانه, رزقكم الله الصبر و السلوان, ان لله وانا اليه راجعون.

رد
avatar

بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا إن شاء الله

رد

يتم التشغيل بواسطة Blogger.